( يونس محمود : كرسي الاتحاد ومصالح شخصية اجهضت حلم المونديال )

كشف يونس محمود قائد المنتخب الوطني لكرة القدم عن الكثير من التفاصيل والأحداث التي رافقت مشوار تصفيات كأس العالم التي خرج منها منتخبنا اثر إخفاقه في اجتياز المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية،كاسرا حاجز الصمت ومتحدثاً بواقعية وشفافيته المعهودة واماط اللثام عن العديد من التساؤلات التي ظلت تدور في حلقة مفرغة حائرة دونما مجيب عن تداعيات الخروج من التصفيات المونديالية ومستقبل الكرة العراقية واصابته التي قيل كلام كثير عنها، ابرزه انها قضت تماما على مستقبله الكروي واشياء اخرى عبر الحوار الساخن


لنبدأ من الاحداث التي اعقبت خروج العراق من تصفيات المونديال، كيف واجهتم الإتهامات التي وجهت بحق المنتخب الوطني ؟

- بعد المباراة الاخيرة امام قطر سمعنا الكثير من الكلام ولا اعتقد ان اي لاعب واي شخص كان يتحمل ما وجه لنا من اهانة واتهامات مع الآسف من بعض المحسوبين على الجمهور العراقي الذين لا يعرفون شيئا عن كرة القدم وممكن من بعض الاشخاص الراغبين باستعراض عضلاتهم امام الآخرين من خلال اتهام الآخرين وإثارة الجماهير والرأي العام بحجة الحرص على الوطن، وهنا اقول لمثل هؤلاء الاشخاص: انهم ليسوا احرص منا على اسم وسمعة الوطن لاننا حرصنا على خدمة المنتخب الوطني في كل الظروف وما نزال حتى الان ويبقى هذا سبيلنا في المستقبل إن شاء الله وفخر وشرف لأي لاعب لكن يجب ان لا ننسى ان كرة القدم بها فوز وخسارة، واللاعبون لم يقصروا بالمرة كما لم يكن هناك اي تقصير من المدرب او الاتحاد اوالاداريين كافة، فالجميع يتحمّل الخطأ ونحن لا نلقي اللوم على المدرب فقط برغم انه لم يكن متعمداً مثلما قيل من قبل البعض حتى وصلت الامور الى تأويل ما حدث لمصالح شخصية


وماذا تقصد بوجود مصالح شخصية وراء كل ما حصل ؟

- أقول بصراحة ان هناك من كان لا يريد الفوز للمنتخب الوطني وليعرف الجميع بوجود من كان يتربص للمنتخب وينتظر اي خطأ يحصل والسبب الرئيس هو توجه الانظار الى حسين سعيد رئيس الاتحاد بهدف السيطرة على اتحاد الكرة واللجنة الاولمبية ونحن لا نريد اتهام جهة معينة، ولا شك ان الحكومة تعمل من اجل مصلحة البلد، لكن ما حصل من قبل جهات معينة حصلت على فرصة تمرير ما تريد عبر وسائل الإعلام وما حصل هو اننا كنا موضع اتهام ولا نستطيع الظهور امام الآخرين


إذاً، اوجز لنا اسباب الخروج من تصفيات كأس العالم ؟

- عندما احرزنا كأس آسيا اصبح الكل يدعي انه كان الى جانبنا والكل اراد نسب الانجاز لنفسه واتساءل الآن: اين هذا الاهتمام بعد انجاز كأس اسيا؟ واين كان هؤلاء الناس قبل البطولة عندما كنا بحاجة الى توفير متطلبات نجاح الفريق كأي منتخب آخر يشارك من اجل المنافسة على الالقاب؟ والسؤال الأهم هو اين الفريق الذي احرز بطولة اسيا؟ لماذا انقلبت الامور رأسا على عقب؟ نعم لم نتأهل الى نهائيات كأس العالم ونحن نعترف بالخطأ وهناك الكثير من المنتخبات لم تتأهل وهذه ليست نهاية العالم، نحن لا نمتلك ادنى مقومات وامكانات ديمومة واعداد المنتخب واذا اردنا الحديث عن التفاصيل فاقول: اننا لا نمتلك أبسط المعدات الطبية والكثير من اللاعبين يشترون احتياجاتهم من جيبهم الخاص وحسين سعيد الذي يتحدث عنه الجميع كان يشتري الكثير من احتياجات الفريق من جيبه كذلك الحال لعبد الخالق مسعود وهذه حقيقة اعلنها ونحن في ايام شهر رمضان المبارك ليس دفاعا عن شخص معين أو عن اتحاد الكرة الحالي وانما هذا ما لمسناه بانفسنا والكابتن احمد راضي قريب منا وهو شاهد على معاناتنا


فييرا والمنتخب

متى نراك في الملاعب مجدداً ؟

- عودتي قريبة إن شاء الله والآن بدأت تدريبات اللياقة البدنية وهي المرحلة الاخيرة من مراحل التأهيل بعد العملية بعدها سأتمكن من اللعب بشكل اعتيادي


كيف استقبلت قرار إعادة المدرب فييرا لتدريب المنتخب الوطني ؟

- مع احترامي لقرار الاتحاد العراقي لكرة القدم لكن المدرب فييرا كان المفروض ان يستمر مع المنتخب بعد انتهاء كأس آسيا لنتمكن من الحكم عليه بشكل افضل لان بطولة واحدة لا تكفي لمعرفة قدرات وإمكانات المدرب، ومع احترامنا للمدرب اولسن فان استقدامه في تلك الفترة كان خطاً واعتقد ان السبب هو قلة مبلغ العقد وكان الاتحاد مضطراً للتعاقد مع مدرب اجنبي لانه اصبح مطلباً جماهيرياً، ولعدم وجود الامكانات تم التعاقد مع اولسن الذي جاء في المكان الخطأ، ثم تسلم المدرب عدنان حمد مهمة تدريب الفريق وبصراحة نحن اللاعبين من دون استثناء طلبنا من الاتحاد عودة عدنان حمد وهذه حقيقة للتاريخ لان الكابتن عدنان لم تكن لديه الرغبة بالعودة الى التدريب لعدة اسباب وحمد انسان وطني الى ابعد درجة وحبه للبلد والحاحنا عليه دفعه للموافقة على تسلم مهام تدريب الفريق في المباريات المتبقية من مشوار التصفيات وهو مدرب معروف بكفاءته وامكاناته، كما ان هذا الفريق هو جيل عدنان حمد وهو مدرب هذه المجموعة مذ كانوا في فئة الاشبال حتى وصولهم الى هذه المرحلة، وهو قدم ما عليه لكن التوفيق لم يحالفنا، والان بدأنا صفحة جديدة واتمنى مخلصاً ان يوفق المدرب فييرا مع المنتخب


تشويه وإساءة

ولماذا لم يؤخذ رأي اي من لاعبي المنتخب لتوضيح الأمور وتشخيص مواطن الخلل في ما حصل ؟

- اعتقد اننا يجب ان نكون حياديين، لأننا في بلد ديمقراطي ويجب ان يتم اخذ الرأي والرأي الاخر ولا يجوز ان يتكلم طرف ويتم اغفال رأي الطرف الثاني وهو متهم. المعروف ان اي قضية تثار يجب ان يتم الاستماع الى طرفيها واتاحة الفرصة للجميع كحق مشروع، لذا كان المطلوب اشراكنا في كل ما طرح عن مسيرة المنتخب في تصفيات المونديال وما حدث في مباراة قطر وغيرها من الامورلاسيما ان حرية التعبير اصبحت موجودة الان لكن يبدو ان هذا الشيء لم يأخذ حيز التطبيق ونحن نريد تطبيقاً فعلياً لمعنى حرية التعبير وليس العكس

أقول: الحمد لله على كل شيئ، هذه كرة القدم ونأسف لخروجنا من التصفيات ومانزال نتألم لما حصل لكن يجب ان يكون الجمهور العراقي على بينة ان اللاعبين والمدرب لم يخذلوهم ابداً ولا يوجد شيء له علاقة بوجود بمؤامرة لا من قريب ولا من بعيد. كنت اتمنى من اي شخص ان يواجهني مباشرة في اي قناة فضائية ليعرف الجميع من صاحب الحق في كل ما حصل لكن للاسف كان الجمهور يسمع من قناة واحدة ونحن لم نجد من يوصل صوتنا لهم


نادي الغرافة

وما موقفك مع نادي الغرافة الأن ؟

- انا الان تركت اللعب للغرافة كما تركت قيمة عقدي معه وهو مبلغ غير قليل لكني فضلت عدم اللعب هذا الموسم والسبب بصراحة هو الجمهور العراقي، لان الجماهير كانت تطالبنا بالابتعاد عن الخليج ولا يعني هذا اننا يجب ان ننصت لأي شخص لكن حزني على ما حصل والموقف الذي اصبح عليه الجمهور العراقي الطيب فضلا عن أسباب اخرى دعتني الى اتخاذ قرار بعدم اللعب حاليا وعدم الاستمرار بعقدي مع الغرافة علما ان قيمة عقدي معروفة لدى الكثيرين


لكن قيل بان النادي لا يرصغب باستمرارك لغموض مدة شفائك من الإصابة ؟

- نعم قيل مثل هذا الكلام مع اني ارتبط بعقد مع نادي الغرافة، لكن رئيس مجلس ادارة نادي الغرافة انسان محترم جدا ولديه فكر احترافي عالٍ وحتى الآن اجري تمارين التأهيل واحظى باعلى درجات العناية وانال اهتماما واضحا من قبل اسرة النادي لكني بصراحة اتخذت قراري ولا رجعة فيه ووجهتي المقبلة ستكون صوب اوروبا


وأين وصل مشروع احترافك الاوروبي ؟

- كانت الفكرة ان اتوجه من المانيا الى فرنسا لتوقيع عقدي هناك لكني اجريت العملية الجراحية وتم تأجيل موضوع الاحتراف في الدوري الفرنسي الى اشعار آخر


لعنة الإصابة

كيف كنت تواجه الاتهامات التي وجهت لك بسبب الاصابة ؟

- يقول المثل العربي (عندما ينكسر ظهر فلان لا يقوى على فعل اي شيء) وللاسف اصابتي كانت تلاحقني في مباريات حساسة جدا ولم تكن امام قطر وانما في مباراة الصين الاولى ثم عدت لفريق الغرافة للمشاركة في البطولة الآسيوية لكني لم اتمكن من اللعب امام اربيل كما تخلفت عن عدد من مباريات الدوري وطبيب الفريق كان يقول لي ان سبب الاصابة الظهر لكني لم ابال له، وعند تكررت الحالة حرص الدكتور على اخذ كل الاحتمالات وقال لي بان السبب قد يكون من الظهر وكنت لا اشعر بها بسبب ممارستي التدريب واللعب وفجأة اعاقتني الاصابة عن الاستمرار باللعب، واعترف انني مقصر امام الجمهور العراقي الوفي، لاننا في المنتخب وعدناهم بالتأهل الى مونديال جنوب افريقيا الا انني لم اخذلهم وكنت مكسور الظهر في تلك المرحلة واقول لهم: ليس يونس محمود من يخذل جماهيره وبلده من اجل امور مادية لا تقدم ولا تؤخر.وانا من عائلة عراقية اصيلة مخلصة الولاء للوطن حتى انني اصطحبتهم هنا الى الدوحة لكنهم عادوا الى الوطن لانهم لا يستطيعون ترك البلد واطلب من الجماهير العراقية عدم تصديق كل ما يقال عن المنتخب الوطني ولاعبيه


كيف تشعر الآن ؟

- الحمد لله اشعر بصحة جيدة، وانا ممتن للكثير من الناس ومنهم عدنان حمد ورحيم حميد وزملائي نشأت وهوار وصالح سدير وجميع اعضاء الفريق وغيرهم الكثير في العراق وخارجه كانوا يتصلون بي ويشاركونني الرأي ويسألون عني قبل وبعد العملية


بطل آسيا

هناك من وجه اتهامات لبعض اللاعبين بانهم رفضوا السفر بالدرجة السياحة وطالبوا تمييزهم عن الآخرين ؟

- البعض بخس حقنا في الفوز بكأس آسيا وقال بتهكم ما انجاز آسيا؟ لكن للاسف كل ما حصل هو عبارة عن تسييس لمصالح شخصية نحن بعيدين عنها والمتضرر كان اللاعبون والجمهور، لاننا تعرضنا الى تشويه لسمعتنا واتهام ذممنا والجمهور هو الضحية الاولى. نحن كلاعبين لا نملك الامكانات الموجودة عند الآخرين، نعم قيل ان البعض من اللاعبين مدللون ولا يسافرون الا بمقاعد الدرجة الاولى في الطائرات وعن شخصي فانا مصاب ولا استطيع الجلوس بشكل طبيعي وطلبت من رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم دفع الفارق المادي لسعر التذكرة لان كرسي الدرجة الاولى يمكن تغيير وضعه حسب رغبة الراكب وانا مكسور الظهر وكنت مصرا على اللعب من اجل الوفاء بوعدنا للجماهير العراقية الوفية وكنت اتحامل على الاصابة كثيرا، لكن اقول لمن لا يعلم: ان جميع المنتخبات الاخرى يتم نقلهم بطائرات خاصة ونحن لم نطلب يوما شيئا من هذا لاننا لا نفكر الا بخدمة الوطن وتمثيل البلد خير تمثيل


إذاً ما تفسيرك لهذه الحملة التي نالت من وفائكم لفانلة المنتخب ؟

- اوضح للجماهير ان ما حصل كله هو بسبب كرسي الاتحاد وهدف البعض الاطاحة بحسين سعيد ونحن لا ندافع عن حسين سعيد لكنه رجل مثله مثل فلاح حسن واحمد راضي وباقي نجوم الكرة العراقية ونحن نراه كبيرا في عيوننا لانه خدم الكرة العراقية ولا يمكن لأحد ان يمحو تاريخ اي من نجوم الكرة العراقية ومنهم حسين سعيد، والمشكلة اننا بعيدون عن كل هذه التفاصيل لكن الضحية دائما هما اللاعب والجمهور


ما رأيك بخصوص ما قيل عن تسريح لاعبي المنتخب واختيار لاعبين جدد ؟

- لا يمكن الاستغناء عن جيل ابطال أسيا او الغاء دورهم، لان هذا الجيل يصعب تكراره وهذا لا يعني عدم وجود لاعبين مؤهلين لتمثيل المنتخب بل العكس العراق منجم للاعبين وانا اول من يفتح الطريق لأي مهاجم افضل مني ليس هذا فحسب، بل سأقف معه واشجعه وهذا ليس بالامر الجديد لانني كأي لاعب سابق امثال رزاق فرحان وحسام فوزي وهشام محمد وغيرهم الكثير من اللاعبين فسحوا لنا المجال ولعبنا وقدمنا ما بوسعنا من اجل خدمة المنتخب والوطن الغالي، ونحن نرحب باي لاعب يأتي لتمثيل المنتخب واتمنى توجيه السؤال الى المهاجمين احمد صلاح ومحمد ناصر ومصطفى كريم وعلاء عبد الزهرة، لانهم يعرفون ما اعنيه وانا ابقى في خدمة المنتخب والوطن سواء كنت في الفريق او خارجه، واتمنى ان يوفق اي لاعب يحصل على شرف تمثيل المنتخب الوطنب ونحن ايضا نبقى رهن اشارة الوطن ولن نتنازل عن تلبية نداء تمثيل المنتخب الوطني لان هذا شرف لأي لاعب


وماذا عن دعوتك للمنتخب ؟

- انا اول من يكون خادماً للوطن في كل مكان وزمان ولا يوجد شخص لا يتمنى خدمة بلده، واقول للجميع لا يصح إلا الصحيح. نتمنى يوم عودتنا للعراق في اقرب فرصة وانا سعيد عندما ارى عبر الفضائيات الناس تتجول في شوارع بغداد وفي العراق بشكل عام متمنياً ان ينعم الله على العراق بالأمن والأمان وادعو الله ان ينصر كل من يريد الخير لهذا لبلد شعباً وحكومة


الجالية في المانيا

وماذا تقول في الختام ؟

- ختاماً اتمنى ان تصتحد القلوب وان يضع الجميع مصلحة العراق نصب اعينهم ونحن امام بطولة مهمة الان وهي بطولة كأس الخليج التاسعة عشرة، وكما هو معروف ان بطولات الخليج هي بطولات مثيرة في منافسات ساخنة بين الدول الخليجية وسنرفع كأسها بجدارة وشعارنا في البطولة (نكون او لا نكون)، ونتمنى ان نسعد الجمهور العراقي بكأس مسقط انها قليلة بحقهم، و لاتفوتني مناشدة الجميع باتخاذ الجانب الحيادي وعدم تضليل الرأي العام وتشويه سمعة المنتخب والبلد.وأسأل الله ان يجعل الشهر الكريم خيراً على العراق والعراقيين، واتمنى للشعب العراقي الوفي عيداً مباركاً أن شاء الله

منقول للامانهـ