مفكر عرف السؤال بالقوة والاستفسار بالضعف

علي الوردي: صوت الحقيقة - مفكر عَرّف السؤال بالقوة والاستفسار بالضعف
عرفته في 1958 في النجف عندما لازمته في زيارة له للامام محسن الحكيم، وكان يسأل المجتهد الأكبر عن مرافقته للعلامة محمد سعيد الحبوبي في حرب (الشعيبة) بالبصرة بعد الحرب الأولي، وكان يسأل ويتجنب التعليق حتي انتهت الساعة المخصصة له، فعرفته من تلك المحاورة: سائلا وليس مستفسرا، فالسؤال غير الاستفسار كما قال لي في طريق العودة، لماذا دكتور، قال: السؤال قوة والاستفسار ضعف، (في السؤال تستفز به الخواطر وتحصل علي المخبوء، أما في الاستفسار فانت طالب وليس أستاذاً اي ليس مؤرخا.

وعرفت بعد ذلك أن الوردي يؤلف كتبه عن طريق الأسئلة التي تحرك البواطن، وكان سقراط قد جمع ثروته الكلامية من مجموع الأسئلة التي وجهها إلى تلاميذه، والوردي علي منواله دخل الميدان المفتوح وراح يسأل الناس عن طبيعة الأحداث التي وقعت في أزمانها، فاذا شك في جواب السؤال كرر السؤال بصيغة أخري حتي يزول شكه ويدون الصحيح، وثلاثة أرباع مؤلفاته من هذا القبيل: شك وسؤال وتحريك الأوتار الداخلية، وطبيعة العراقي لا يجيب عن شيء مهم: الا إذا استفزت خواطره، وعلم الاجتماع حيث اختص فيه الوردي كان يطلب منذ تأسيسه، تقليب أوجه السؤال والشك في كل جواب والحيادية (الموضوعية) في عرض الأجوبة
والمفكر، كالوردي، لابد أن يكتب بأسلوب بلاغي عام، لأنه وجد للشرائح كافة فكان إلى قوة مضامينه ثمة سلاسة في إيقاعاته الأسلوبية وبساطة في تخريجاته اللفظية، مؤلفا قاموسا خاصا به هو قاموس علم اجتماع الوردي، فيه الدفقة بقدر اللمزة، والحسية الباطنية بقدر التحليل الاستقرائي، حتي بدأ الناس جميعا يقرأونه: مأمور الشرطة ونقيب الأطباء وشيخ القبيلة والمطربة المشهورة، وأكاديمي خصمه ورجل دين من أخصامه إذ لم يترك قارئا إلا وسحبه إلى كتبه، حبا أو إكراها، بغضا أو عاطفة ما، إنما جاء يؤسس القراءة العامة..!
أما عقله المفكر فكان قائما علي:

1 ــ التواضع، فهو لم يقل أني مبتكر نظرية خاصة بعلم الاجتماع، إنما قال: تلك بضاعتي فان قرأت، قرأت، أنما الحقيقة هي أن الوردي حاول تفسير ظواهر المجتمع العراقي في ضوء ثلاث فرضيات ليست له وهي: ازدواج الشخصية، واقتبسها من (مكايفر) والثانية (صراع البداوة والحضارة) واقتبسها من (أبن خلدون) والثالثة (التناشز الاجتماعي) واقتبسها من (أو كبرن) والوردي لم ينسخ هذه الفرضيات نسخا في تحليله المجتمع العراقي، بل جهد واجتهد في أن يحورها ويعيد تراكيبها ويجعلها تتسق وطبيعة الفرد العراقي

2 ــ الديمقراطية، وكانت سمة تفكيره ولم تنقطع عنه حتي وفاته، ولم أكتشف كاتبا في العراق يقبل بديمقراطية الرأي الأخر كالوردي، فهو كما أعتقد خلق في طبع رقيق التجاذب، ويتسامح إذا خدش في رأيه ويستقبل الخصومة لعلة في طبعه، لأنها تلبي له حاجة عقلية حيث لا يستقيم عقله ألا بردة فعل أو بتعارض استنباطي، فإذا اكتشف أن رأيا ما صحح له اجتهاده أعاد وصحح اجتهاده وركن الي العلم واستقر فرحا، وكان يفحص العالم بالديمقراطية، وبها ترك النقاد يناقشون بأمرهم حول أمره، وهو راض قنوع بما جرى

3 ــ الجدلية، وكان عقله جدلي الحركة، فانعكس ذلك علي تفكيره، ثم انعكس علي كتاباته، فتلمس الجدل المفتوح في كل كتبه، فلا انفعال في حكمه، ولا ابتزاز ولا يرسل هرطقات، فكان يرد علي خصومه بروحية الخصم العقلي، أو بروحية المجتهد الباحث عن اكتشاف الحقيقة من ركام الحقيقة، ولم يغضب أو يتهيج أو يتبرم من نقد غاضب أو يتكبر، فقد ناقش حتى صاحب الهوية المجهولة أو الاسم المستعار وحتى تلاميذه أولئك تتلمذوا له في الجامعة، ويقول لهم في مستهل نقاشه لهم: (التلميذ أستاذ ونصف) إكراما لمعنى الجدل وحبا بجدل يثري العقول ويلهم الحواس المفكرة، وكان في كل ذلك يتواضع كي يجادل ويجادل كي يتسع، وباتساعه برهن على أن عالم الاجتماع لابد أن يكون ديمقراطي النزعة..!
ولم تجره الدنيا إلى زخارفها، واكتفى بتعليم الأجيال في الجامعة، فعلى مدى ثلاثة عقود تخرج به جيل علمه حرفة (أنا رأي مستقل) وجيل آخر علمه (فن الحوار الجدلي) بعيدا عن سفسطائية الصالونات،وجيل آخر جعله يهتدي من الحرية إلى الوطن وقال له (لاتمد عينا هناك ولا عينا هناك) وكأنه أراد أن يقول للأجيال التي تخرجت بعقله: (العلم والحرية والوطن) هي أعمدة الشخصية العراقية التي تدخل المستقبل، وكان الوردي إذا جلس في شرفة البرلمان العراقي ويسجل صيحات النواب وينشرها بتعليقاته تباعا، يأتي اليه نوري السعيد في اليوم الثاني مازحا: (هذا الغسيل لماذا ؟)، ويبتسم الوردي: (شعبي يحب الغسيل) وفي نهاية الحوار يطلب السعيد من الوردي أن يشغل وزارة ويترك الهرج والمرج، فيرده الوردي: (باشا: الكتابة لا تجتمع مع الوظيفة) وبقي للكتابة سيفا مرهفا يدوي في ردهات التاريخ، وبقي يصنع تاريخه بحرية السيف من يوم ولد في الكاظمية 1913 إلي يوم رحيله وعندما تخرج في الماجستير 1948 والدكتوراه 1950 في جامعة تكساس الأمريكية قال له رئيس الجامعة عند تقديم الشهادة له: (أيها الدكتور الوردي ستكون الأول في مستقبل علم الاجتماع)
ومضى يكتب ويؤلف ولم يلتفت إلى المستقبل ولو التفت أليه لفشل في صنعه، إنما راح يتعب ويجتهد، وفي هذه المعاناة وحدها رأى المستقبل يصنع بين يديه ..! ومن عام 1950 أصدر: (شخصية الفرد العراقي) و(خوارق اللاشعور) و(وعاظ السلاطين) و(مهزلة العقل البشري) و(أسطورة الأدب الرفيع) وكتبا أخري، ودورة بعدة أجزاء بعنوان (لمحات اجتماعية) وترجمت كتبه إلى اكثر من عشر لغات حية، وأطروحته نشرت في أمريكا 1981، ومازالت دور النشر عربية وأجنبية تطبع وتعيد طبع مؤلفاته، وما زال الناس تحن له وتود لو أن مفكرا مثله يولد ويبلسم لهم جراحاتهم، مثل ما كان أجداده السادة العلويون المشهورون في كرخ بغداد بآل أبي الورد يبلسمون جراحات الفقراء والمظلومين...!

حميد المطبعي

****منقوووووول***

رووووووماا والله عندج واهس.....بس بكل الاحوال عاشت ايدج...بس تعبت واني اقراه يرادلي استراحه شهر تسلم

ههههههههههه اي علي شتسوي هو احنا ترة جيف منقرة هيجي شغلات ميصير براسنة خير خلينا عالجاتات مكيفين
شوف اهل قبل نضحك عليهم بس شكد فادو البلد

رووما احنه خل نقره كتب دراستنه بضمير بعدين نروح نقره غير شي
هيه ملازم وهوسه وطربكه وواهس بالكوه يجي
عالاقل اهل قبل جانت عدهم اشياء متوفره احنه ناسيهه
كلش كافي حايرين بالبانزين والمولدات والكهرباء
بالعكس همه جانو متونسين بحياتهم واحنه الروتين ذبحنه.......بس نكول الحمد لله ونسكت afro

اول واحد يصف الواقع هيجي
والله صحيح
بس تدري هم ليش جانو يقرون..لان ماكو تلفزيون ولا اكو انترنت
فحياتهم مابيها شي ووسيلة الاطلاع الوحيدة هي الكتب لهذا صاروا هيجي
احنة هسة مثلا الانترنت ممستغليه دائما لاشياء علمية و اتصور نسيئ استخدامه اكثر من محاسنة
الله يهدينا scratch

والله يا رووما تره هم حقنا
المطالعه يرادلهه تركيز...واهس...متكوليلي شلون تريدين تركزين وانتي البنكه فوك راسج تجيبلج هوه مستورد من جهنم عدل
وايامنا مثل كاسيت يوم يعيد اللاخ ومكانك راوح
ويجي الدوام منلحك نندل درب.....من الصبح نطلع ونرجع صايرين بيض مسلوك....وورانا طن دراسه
تجينا العطله الصيفيه هم دراسه؟الله ميرضاها
انتي ناويه تدمرين جيلنا........لا لا اني اعترض....ماقبل هيشي study